سياسية..اجتماعية..متنوعة

2010/12/22

الايزيدية والهجرة الى اوربا

اصبحت الهجرة اليوم بالنسبة للعراقيين كلهم والايزيديون منهم بشكل خاص حلم يسعى الى تحقيقه الالاف منهم حيث اصبحت ظروف العيش في بلد مزقته الطائفية المقيتة والحروب المستمرة
والخطف والسلب والنهب والموت والدمار اكبر عنواوينه ولقد اصبحت دول الغرب مثل المانيا والسويد بالنسبة الى الايزيديون حلم وهاجس كل الايزيديون اليوم حيث يسعى الاباء الى ان يرسلوا ابنائهم والبحث على افضل وأمن الطرق كي يوصلوا بهم الى بر الامان الا وهي اوربا , وتتم عملية الهجرة بالنسبة الى هولاء على عدة مراحل تبداء ببيع كل المتاع من بيوت واملاك ومدخرات اخرى والمصوغات بالاضافة الى ان يتم الاتصال بالاهل والاقرباء داخل العراق وفي اوربا بالنسبة للمهاجر الجديد كي يوفروا ويؤمنوا المبالغ المطلوبة ,حيث تخرج القوافل الى تركيا بوابة اوربا الاولى على ان يعمل على اتفاقات مسبقة بين المهاجرين واصحاب مكاتب الصيرفة في شمال العراق والذين بدورهم يتقاضون عمولات كبيرة لقاء هذا العمل ومهتمهم هي بالقيام بالاتفاق والتنسيق بين المهاجرين والمهربين الذين يتفنون وكل يوم بطرق جديدة كي يوصلواهذه المجاميع الى مبتغاهاعبرطرق سالكة مختلفة, وكثيرا ماتكون هناك اتفاقات اخرى بين المهربين والشرطة التركية ايضا واقول ربما ان الحكومة التركية لها لجان خاصة تتم فيها تسهيل خروج هذه المجاميع وتشرف اجهزة معينة قد تكون رسمية تتم فيها ترتيب الاموركي تخرج هذه المجاميع خارج تركيا يتقاضون من خلالها جزء من هذه الاموال الضخمة عبروكلاء لهم يشرفون على عملية تسهيل خروج هذه الافواج الكبيرة حيث تدرعملية تهريب هولاء الى خارج تركيا وارد ضخما يقدر بعدة مليارات من العملات الصعبة سنويا في بلد يعاني من بطالة وفقرمدقع وقلة فرص العمل,وبعد ان تستقرالافواج والمجاميع عدة ايام في تركيا تنتقل الى المحطة الثانية وهي اليونان حيث تسلك طرق مختلفة كي توصل الى العاصمة اثينا قد تكون عبرالبرماشين على اقدامهم مابين الساعات الى اكثرمن 15 يوما تعتمدعلى عملية الدفع وحجمها, يصلوا فيها الى منطقة قريبة من السالونيك المدينة المهمة الثانية في اليونان ومنها يستقلون سيارات صغيرة او باصات اوعبر القطار الى العاصمة اثينا على ان هذه المدينة سالونيك ايضا تعتبر في نظر اليونانين خط للحدود يحق لها ان ترجع هذه القوافل الى تركيا مرة اخرى وبدورها تقوم تركيا بعملية سنورداش الى زاخو في حالة ثبت على المهاجر انه عراقي.ومنهم من يسلك طريق الموت والخطرالا وهوطريق البحر معرضين انفسهم الى خطر كبيرعلى متن زوارق متهالكة وقديمة عدد كبير منها يغرق في اعماق البحرويكونوا بذلك وللاسف الشديد طعما سهلا لاسماك القرش وقد فقدت الايزيدية عدد غير قليل من الاطفال والنساء في هذه البحار, و ما ان يصل هولاء الى العاصمة اثينا تنتظم افواج المهاجرين الجدد الى بعضها البعض وتتفق مع مهربين جدد في طريقهم الى ايطاليا ومنهم الى المانيا واخرين الى السويد في رحلة محفوفة جدا بالمخاطر وتكلف الفرد الواحد مابين ال 10000 دولار الى 15000 دولار ,وما ان تصل المجاميع او الافراد الى المانيا
تبداء رحلة العذاب مع المحاكم الالمانية ودوائر الاقامة والهجرة تبداء لهولاء ومن جديد في طريق البحث عن حق الاقامة في المانيا او في السويد وان تم هذا وحالف الحظ لبعض من هولاء وحصلوا على الاقامة بعد فترة غير قليلة والحصول على ورقة الاذن بالعمل ومنها تعويض المبالغ التي صرفها اللاجئ او تسديد بعض من الديون الى من سانده وساعده في طريق الحريرهذا. وتعد الاحصائيات الغير الرسمية ان عدة الاف من الايزيدية تغادرموطنها الاصلي وقد يصل ربما العدد الى اكثر من 10000 عشرة الاف ايزيدي يخرج من العراق سنويا وساعدت الظروف والاحتقان الطائفي ضد الايزيدية بشكل خاص وعمليات الخطف ومنعهم من دخول الموصل والمناطق المضطربة الاخرى وحرمانهم من العمل والتبضع وحتى من ابسط امور الحياة العامة الى ازدياد كبير في حالات خروج الايزيدين وربما يرتفع العدد في السنوات القادمة اذا استمرت الوضع الصعب بهذا الحال الى رقم خطير جدا قد يصل الى اكثر من 30000 في السنة وربما اكثر, ولاتوجد احصائية رسمية في متناول اليد لعدد من المهاجرين واللاجئين سواء من حصلوا على جنسية البلد الذين لجأو اليه اولم يحصلوا عليها ,على انه يوجد اعداد كبيرة جدا حاليا في المانيا والسويد وبعض البلدان الاوربية الاخرى.وكان ايزيديو تركيا قبل اكثر من 70 سنة قد مروا بظروف تكاد ان تكون اشبه بالتي تحصل في العراق وغادروا بلادهم نتيجة للمضايقات التي كانو يتلاقونها من الاتراك المسلمين في الاستيلاء على اراضيهم وهتك اعراضهم مما اضطرواالى بيع ممتلكاتهم وترك قراهم واتجهوا الى المانيا وغيرها من بلدان اوربا المسالمة,وتكاد ان تكون ظروف منح الاقامات والحقوق في المانيا حاليا من افضل الاوقات في تاريخ هجرة الايزيدين الى اوربا حيث ادرك الالمان وغيرهم من الاوربيين مدى معاناة الايزيدية والاقليات الاخرى في العراق عبر ظروف تكاد ان تكون اشبه بالمستحيلة في مدى قابلية هذه الطائفة المسالمة للتكيف والعيش في العراق خاصة بعد مقتل فتاة ايزيدية من بحزاني ومقتل اكثرمن 26 من عمال معمل نسيج الموصل بالاضافة الى عدة حالات اخرى من الخطف والقتل على ان طامة الايزيدية الكبرى اتت في مجزرتي كر عزير وسيباي شيخ خدري وكانت بمثابة فرمان ابادت مايقارب واحد في المئة من ايزيدي العراق استشهد فيها اكثر من 500 برئ واكثر من 300 جريح وسويت بيوتهم الطينية البسيطة في الارض على ان المجرمين لم يفرقوا بين الاطفال والنساء والشيوخ عبر مشهد ماساوي حزين والتي شهدها واستنكرها العالم كلهوكانت هذه الحادثة احد الاسباب الرئيسية في منح الاقليات والايزيدين منهم بشكل خاص الحقوق واللجوء في المانيا وباقي اوربا كونها اقلية مهددة بالانقراض ونالت تعاطفا غير مسبوق من قبل كافة شرائح المجتمع الالماني والاوربي والعالمي وحسوا وشعروا بحجم معاناة الايزيدية في العراق في هذه الظروف المميتة.

زهير حاجي الياس
المانيا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق