سياسية..اجتماعية..متنوعة

2010/12/24

اللاجئون العراقيون في مصر يعملون في العقارات ومطاعم «المسكوف»

اللاجئون العراقيون في مصر يعملون في العقارات ومطاعم «المسكوف».. ويرددون: يا غريب اذكر أهلك
يتراوح عددهم بين 20 و30 ألفا.. واختاروا الاستقرار في القاهرة والإسكندرية


القاهرة: وليد عبد الرحمن
بعد أن فرقتهم الصراعات التي تمزق وطنهم، جمعتهم أوجاع الغربة التي يعيشونها.. إنهم آلاف العراقيين الذين تركوا بلدهم الذي مزقه الاحتلال والحرب ويعيشون في القاهرة، محاولين استعادة ملامح عراقهم الذي تركوه وأهلهم الذين غادروهم.
وعلى الرغم من الحفاوة والترحاب اللذين يتعامل بهما المصريون مع أشقائهم العراقيين المقيمين، فإن كثيرا منهم ما زالوا يعتبرون أن «الغربة كربة» محاولين تجميع أنفسهم لاستعادة الإحساس بدفء المجتمع الذي تركوه وراءهم.
وحسب دراسة حديثة لمركز دعم واتخاذ القرار برئاسة مجلس الوزراء المصري، يتراوح عدد العراقيين في مصر بين 20 و30 ألف لاجئ عراقي، ونفت الدراسة العدد غير الرسمي الذي كان يقدر بنحو 150 ألف عراقي، وأشارت الدراسة إلى أن هذا العدد تم التوصل إليه من خلال عينة من ألف أسرة للاجئين عراقيين في القاهرة والإسكندرية. في حين كشف مصدر مسؤول في مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالقاهرة لـ«الشرق الأوسط» عن «استحالة تحديد أعدد العراقيين الحقيقية في مصر، نظرا لرحيل كثيرين، ووفود أعداد كبيرة يوميا على مصر، ويمكن القول إن 11 ألف عراقي بمصر حصلوا على صفة لاجئ رسمي»، مشيرا إلى أن هناك العشرات من طلبات اللجوء اليومية تقدم إلى المكتب.
يفضل العراقيون في مصر السكنى في تجمعات بعينها في عدة مناطق منها مدينة الرحاب (30 كيلومترا شمال القاهرة)، والحي السابع بمحافظة 6 أكتوبر (20 كيلومترا جنوب القاهرة)، والحي السابع بضاحية مدينة نصر (شمال شرقي القاهرة)، والمعادي (جنوب القاهرة).
وتستطيع بسهولة أن تميز مناطق تجمع العراقيين وذلك عن طريق المقاهي التي تحمل أسماء عراقية، أو المطاعم والمخابز التي تقدم الأطعمة والمخبوزات العراقية وأشهرها خبز الصمون الحجري والسمك المسكوف.
وعلى الرغم من الحفاوة والترحاب، فإن العراقيين يعانون في مصر من عدة مشكلات؛ أهمها أن أغلبهم دخل إلى مصر بتأشيرة سياحية محددة المدة، وعقب انتهائها إما يغادرون مصر إلى مكان آخر، سواء كان العراق أو أي بلد آخر، أو يقيمون في مصر بشكل غير شرعي.
ولعل أكبر المشكلات بعد الإقامة هي إلحاق الأبناء بالمدارس والجامعات، خاصة في ظل عدم وجود تأشيرة إقامة قانونية، بالإضافة إلى البحث عن فرص عمل وارتفاع أسعار العقارات.
ولجأ عدد من العراقيين في مصر إلى الاتجار في العقارات في «الرحاب» و«6 أكتوبر»، فبعد أن كانوا يستأجرون شققا للإقامة فيها، أصبحوا يشترون تلك الشقق لتأجيرها أو الاتجار فيها، الأمر الذي ساهم في رفع أسعار العقارات في تلك الأماكن.
«أشتاق إلى العراق وإلى العودة إليه وأحن إلى أهلي، وأحاول في مدينة السادس من أكتوبر أن أعوض نفسي من خلال العراقيين الذين يعيشون فيها وجاءوا إلى مصر مثلي».. هكذا عبر عبد العزيز عساف، عراقي مقيم بمدينة السادس من أكتوبر عن ما يجيش في صدره، في مصر التي يقيم فيها منذ فترة، وقال: «نحن العراقيين نحرص على اللقاء في كل مناسبة ونتجمع على المقاهي لنشاهد القنوات العراقية ونتابع أخبار الوطن، لعل الخير يصيبه»، وأضاف عساف: «نشعر في مصر وكأننا بين أهلنا ويستطيع أي عراقي أن يأمن على حياته وحياة أسرته، إلى جانب حرية العقيدة فلا يوجد أي تهديد لمن يتبع مذهبا دون غيره من المذاهب، إلى جانب إمكانية إقامة مشاريع توفر الحياة الكريمة».
وقال عبد الرحمن محمد، وهو عراقي مقيم بمدينة السادس من أكتوبر: «حاولت مرات كثيرة أن أعمل في إحدى الشركات المصرية لكن بلا جدوى حتى وجدت عملا في أحد مكاتب العقارات، ولم أستمر فيه طويلا لأستقر بعد ذلك في العمل بأحد المطاعم العراقية». وأضاف: «جئت إلى مصر بعد أن أصابني الجنون من هول ما جرى في العراق، وأبيع الآن الفلافل العراقية والشامية والدجاج، وزبائني يأتون إلي من خارج مدينة السادس من أكتوبر».
وعن ما إذا كان ينوي العودة إلى العراق في يوم ما، قال: «أعود إليها ولو سيرا على الأقدام ثم أموت على حدودها، فأنا لا أتخيل نفسي مدفونا خارج أرضها».
ويشكو بسام فهد، وهو عراقي مقيم في حي مدينة نصر من معاناة الأسر العراقية من إلحاق أبنائها بمراحل التعليم المختلفة نتيجة رفض السلطات المصرية تسجيل أي طالب لا يحمل هو وذووه تأشيرات إقامة قانونية. ويقول فهد: «مستقبل أبنائنا معرض للضياع لأننا نعامل معاملة الأجانب في مصر»، معربا عن أمله «في إعفاء العراقيين من رسوم الجامعات والمدارس كما فعلت مصر من قبل مع اليمنيين والسودانيين، لا سيما أن الطلبة العراقيين لو تم توزيعهم على الجامعات المصرية فلن يزيد نصيب كل جامعة على 10 طلاب».
من جهته، لفت على كردي، وهو عراقي مقيم بحي مدينة نصر، أن كثيرا من الأسر العراقية قررت العودة الطوعية إلى العراق، خاصة بعد تحسن الأحوال الأمنية هناك بشكل نسبي في بعض المناطق، بالإضافة إلى ازدياد الضغط المعيشي عليهم من تكاليف إيجار المسكن ومتطلبات المعيشة ومصاريف التعليم لمن لديه أطفال وشباب في مراحل التعليم المختلفة، وفي ظل نفاد مدخراتهم التي جلبوها معهم.
وطالب كردي منظمات المجتمع المدني في مصر بالالتفات إلى الحالات الإنسانية للاجئي العراق وتقديم المعونة المادية لهم، مشيرا إلى أن المنظمات الإنسانية الدولية قررت منح العراقيين في مصر أجورا رمزية لمدة ثلاثة أشهر فقط ثم امتنعت عن تقديمها بعد ذلك، على الرغم من أنها تساعد باقي لاجئي العالم بصفة مستمرة، على حد قوله.
وقال ظافر عبد الله، مقيم بمدينة الرحاب، إن أي طالب عراقي يواجه مشكلات كثيرة في الالتحاق بالجامعات المصرية، معتبرا أن عدم منح الإقامة السنوية ليس المشكلة الكبرى التي تواجه العراقيين، إنما تتمثل في أن من يخرج من مصر لأسباب تجارية مثلا لا يستطيع العودة إليها مرة ثانية، الأمر الذي يهدد مصالح كثيرين منهم، خاصة الذين يعملون في التجارة، لعدم الحصول على التأشيرة التي أصبحت مشكلة معقدة ومن الصعب جدا أن يحصل العراقيون عليها.
وطالب عبد الله الجهات المصرية المسؤولة بتسهيل منح التأشيرة والإقامة للعراقيين لتخفيف معاناتهم. وقال عبد الله: «أي لاجئ عراقي لا يستطيع أن يعمل في مهنته بمصر التي كان يمتهنها في العراق، ويضطر إلى العمل في مهنة أخرى هي أبعد ما تكون عن اختصاصه، وغالبا ما تكون هذه المهنة عاملا في أحد المحال».
وذكر إياد صالح، مقيم بحي المعادي: «على الرغم من امتلاكي منزلا في مصر، وأعمل مديرا في أحد المطاعم، فإنني لم أتمكن من الحصول على الإقامة السنوية، فتم منحي أنا وأولادي إقامة تجدد كل ثلاثة أشهر، على الرغم من أن أولادي طلاب في مدارس خاصة بالقاهرة»، وأضاف: «أشعر بأنني مهدد في عملي وأخاف من طردي بسبب الإقامة التي لا تؤرقني وحدي، بل تؤرق آلاف العراقيين في مصر»، مشيرا إلى أن جميع اللاجئين العراقيين تركوا بلادهم بحثا عن ملاذ آمن في مصر، والآن يفكرون في الهجرة منها بحثا عن الأمان في بلاد أخرى حتى لو كانت ممن اعتدت على العراق. وقال صالح: «ناشدنا كثيرا من المسؤولين في السفارة العراقية لمطالبة الحكومة المصرية بالتخفيف عنا، والتنازل عن بعض قوانينها القاسية الخاصة باللاجئين، ولكن لم يستجب أحد».
وأشار صالح إلى أن كثيرا من العراقيين فكروا أيضا في العودة إلى العراق على الرغم من عدم ملائمة الظروف، وبالفعل شرع عدد كبير في الخروج من مصر، عن طريق مكتب للهجرة في مصر، ولكن توقف هذا المكتب عن توفير تذاكر السفر للعراقيين من دون أيه أسباب.
من جانبه، أكد الدكتور فهمي القيسي، وهو دبلوماسي عراقي سابق، وحاليا يشغل منصب عميد كلية الحقوق والتجارة في جامعة السلام الدولية بصنعاء، ويقيم مع أسرته وأولاده في حي مدينة نصر، أن العراقيين لجأوا إلى مصر نتيجة أعمال العنف والقتل والدمار الشامل التي شهدها العراق بعد الاحتلال، وأضاف: «كان عدد العراقيين في مصر بداية الأمر 100 ألف عراقي دخلوا مصر رسميا عبر جوازات، وتركزوا في القاهرة والإسكندرية والمنصورة وصعيد مصر، واستقبلهم المصريون بالترحاب ووفروا لهم فرص عمل ومساكن مناسبة نتيجة وجود علاقة عمل وصداقة قوية بينهم أثناء عمل بعض المصريين في العراق في السبعينات والثمانينات». وتابع: «ظل العراقيون على حالهم في مصر إلى أن حدثت الأزمة العالمية التي ضربت دول العالم أجمع، وقرر بعضهم الهجرة من مصر برغبتهم الشخصية، حيث لم تطردهم مصر، نتيجة صعوبة انضمام أبناء الجالية العراقية إلى المدارس الحكومية في مصر». وقال القيسي إن «العراقيين الموجودين في مصر مقسمون إلى طبقة غنية، وهي التي قدمت إلى مصر في الثمانينات والتسعينيات واشتغلوا بالتجارة، وأقاموا مصانع وشركات، وعددهم لا يتجاوز الـ100 عراقي، أما بقية العراقيين، فهم إما عمال حرفيون أو أصحاب مطاعم ومخابز ومقاه أو صيادلة وأطباء».
وحول الاستثمارات العراقية في السوق المصرية، قال القيسي: «إنها ما زالت تحبو في خطواتها الأولى، ويتجه رجال أعمال عراقيون للاستثمار الآن في الأراضي الزراعية والعقارات، لأن الزراعة والعقارات هي المجال المناسب لهم على عكس الصناعة التي تحتاج إلى استقرارهم في مصر».
وأشار القيسي إلى أن معظم العراقيين الموجودين في مصر لديهم أمل في العودة إلى بلادهم، لأنهم يعتبرون أنفسهم مهاجرين، ويغلب عليهم بين الحين والآخر الحنين للوطن والأرض والذكريات والطفولة والأجداد.
من جانبه، أوضح أحمد الحبوبي، وهو وزير عراقي سابق مقيم حاليا بمدينة الرحاب، أن الوجود العراقي في مصر تم على مرحلتين؛ الأولى في عهد الرئيس صدام حسين قبل عام 2003، وشهدت هجرة كثير من المدنيين والعسكريين والسياسيين الذين لهم مواقف معادية لنظام صدام، والثانية بعد عام 2003 بعد سقوط نظام صدام حسين والاحتلال الأميركي.
وقال الحبوبي: «إن مصر فتحت ذراعيها لمختلف التوجهات في أحياء مدينة نصر والسادس من أكتوبر وغيرها التي تقيم فيها غالبية العراقيين حيث توجد كثير من الجامعات والمعاهد الخاصة إلى جانب المصانع والشركات التي قد يجد فيها العراقيون فرصا للعمل».
وأكد الحبوبي أنه طوال الـ7 سنوات الماضية والعراقيون يعانون من الأوضاع الاقتصادية المتردية في مصر، لذا قرروا الذهاب إلى أميركا، وأكد أن عددهم الآن لا يتعدى الـ30 ألف عراقي في مصر. وأوضح أن المثل العراقي: «يا غريب اذكر أهلك» ما زال عالقا في أذهان جميع العراقيين، ويعتبرون «الغربة كربة»، لكن ما يمنعهم من الرجوع إلى العراق هو الوضع الأمني المتردي، ولكن عقب استقرار الأوضاع سوف يعودون.
وذكر الحبوبي أن هجرة العراقيين من العراق إلى مصر تعد الرابعة في تاريخ العراقيين الذين باتوا لا يجدون سوى النزوح في ظل الأزمات، وحدثت الموجة الأولى عقب قيام الثورة العراقية عام 1958 وكان من أشهر اللاجئين إلى مصر الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي سكن القاهرة ضمن عدد كبير من العراقيين المنتمين إلى حزب البعث الذين فروا إليها، وبقي صدام في مصر حتى عام 1963 عندما عاد إلى العراق، أما موجة الهجرة الثانية فحدثت خلال فترة الحرب العراقية - الإيرانية في الفترة من 1980 - 1988 التي عرفت بـ«حرب الخليج الأولى»، وتذكر التقارير أن إيران كانت قبلة العراقيين الذين فروا من العراق في تلك الفترة، حيث هاجر إليها حسب الإحصاءات الرسمية نحو 200 ألف عراقي من المعارضين لسياسة صدام حسين. وقال إن موجة الهجرة الثالثة كانت بعد حرب الخليج الثانية عام 1991، خاصة في ظل انهيار الأوضاع الاقتصادية والسياسية في العراق بعد فرض العقوبات الدولية عليها من قبل الأمم المتحدة.
من جهته، كشف حازم العبيدي الباحث العراقي في المعهد الديمقراطي العربي بالقاهرة، مقيم في حي المعادي، أن أعداد العراقيين بدأت تزداد بشكل مخيف في بداية عام 2007 وبلغ عدد العراقيين الذين نزحوا إلى مصر حسب إحصاءات الحكومة المصرية وإحصاءات الأمم المتحدة 120 ألف عراقي، وتقلص العدد الآن حتى بلغ 20 ألف عراقي، وقال العبيدي: «في عام 2007 وما بعده كان المتجول في محافظة السادس من أكتوبر يشعر أنه يتجول في مدينة عراقية، ولكن بعد رفض مصر منح العراقيين إقامات، وبعد قرار هيئة الأمم المتحدة بإعادة توطين اللاجئين العراقيين، اتجهوا إلى أميركا وكندا وأستراليا»، وأضاف: «تشير البيانات إلى أن هناك 3 طائرات شهريا تنقل اللاجئين العراقيين من مصر إلى الدول الأوروبية، بعد أن وفرت لهم هذه الدول ضمانات صحية واجتماعية واقتصادية لم توفرها مصر ولا الدول العربية».
من جهته، قال السفير عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية المصري السابق إن «معظم اللاجئين العراقيين في مصر من السنة أنصار الرئيس العراقي صدام حسين وليسوا من الشيعة، ومصر تضع عليهم قيودا وإجراءات شديدة خاصة في مسألة التأشيرات، لأن مصر ليست معلنة كدولة إعادة توطين للاجئين من أي مكان بالعالم وليس هذا إجراء موجها ضد العرب أو العراقيين، فالدول المستقبلة للاجئين بالعالم معروفة مثل أميركا وأستراليا وكندا ونيوزيلندا وبعض دول غرب أوروبا، وهي (أي مصر) فقط دولة مضيفة للمقر، أي الدولة التي يوجد بها مقر لمفوضية اللاجئين، وبحكم مكانها الجغرافي فهي أيضا دولة عبور للاجئين وغالبيتهم من فلسطين والسودان ثم الصومال والعراق».
وذكر الأشعل أن مصر تشددت مع العراقيين الوافدين في البداية، ولكن بعد فترة أبدت تفاهما، مشيرا إلى أن مصر تعد ثالث دولة عربية بعد سورية التي يقدر عدد العراقيين فيها بمليوني عراقي، ثم الأردن، وأضاف أنه على الرغم من إعلان الأمم المتحدة عودة العراقيين للعراق بعد أن قلت حدة الانقسام الطائفي، والعمليات الأميركية في العراق، لإعادة بناء العراق، فإنه لم يستجب لذلك إلا 10% فقط ورجعوا إلى العراق. وقال الأشعل: «أقيس عدد من رحلوا من مصر وفقا لعدد من أقوم بالتدريس لهم في معهد الدراسات العربية، الذي يدرس به كثير من العسكريين العراقيين للحصول على درجة الماجستير والدكتوراه».
وأشار الأشعل إلى أن العراقيين اللاجئين في مصر قدموا إليها عندما سقط نظام صدام حسين بعد مطاردات أميركية، وقد رحلوا تحت ضغط الحياة نفسها، وأن معظم العراقيين الموجودين في مصر يتعاملون مع السفارة العراقية في القاهرة. وأكد الأشعل أن العلاقة الطيبة مع السفارة العراقية لدى مصر ترجع لوجود بعض العاملين بالسفارة من نظام صدام حسين، من أجل التواصل مع العراقيين الموجودين في مصر، مشيرا إلى أنه روعي في جميع الدول العربية أن يكون السفير سنيا وله علاقة طيبة بالجالية العراقية الموجودة في تلك البلاد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق