سياسية..اجتماعية..متنوعة

2010/12/24

المهاجـــرون العراقيـــون في اوكـرانيــا



يعود تاريخ الهجرة الاجنبية الى اوكرانيا الى اواسط القرن الماضي عندما كانت اوكرانيا جزء من الاتحاد السوفيتي السابق ، حيث قدم الى هذا البلد عبر العقود الستة الماضية الالاف من المهاجرين من مختلف دول العالم وكانت السمة التي جمعت هولاء اللاجئين انتمائهم الى الفكر الشيوعي حيث كان الاتحاد السوفيتي في حينها الملاذ الامن لهم من الاضطهاد والتصفيات التي كانوا يتعرضون لها في بلدانهم الاصلية وكان من بين هولاء عدد كبير جداً يقدر بالعشرات من العراقيين الذين هاجروا في حينها ولا زال عدد كبير منهم شاهد على ما تقدم يسكنون في العاصمة كييف وعدد من محافظات اوكرانيا . اضافة الى وجود عدد من الجالية العراقية من حملة الشهادات العليا ذلك ان معظمهم ممن جاء للدراسة في اوكرانيا في عهد الاتحاد السوفيتي السابق لم يعودوا الى العراق ثم تزوجوا من اوكرانيات واستقروا في هذا البلد وحصلوا على الجنسية الاوكرانية وتتركز اختصاصاتهم في مجالات الطب والاقتصاد والطيران المدني والهندسة والعلاقات الدولية .

يبلغ عدد العراقيين المسجلين في اوكرانيا حوالي ( 1014 ) شخصا حسب البيانات التي اصدرها مكتب منظمة الهجرة الدولية في اوكرانيا ويبلغ عدد المهاجرين العراقيين غير الشرعيين من المسجلين في مكتب المنظمة المذكورة اعلاه (83 ) مهاجرا وبلغ عدد طلبات التسجيل التي قدمها المواطنين العراقيين لهذه المنظمة( 206 ) طلباً .


وقسم كبير من المهاجرين العراقيين في اوكرانيا قد اكتسب الجنسية الاوكرانية بعد ان تزوجوا من مواطنات اوكرانيات ان معظم هولاء قد وصل الى اوكرانيا منذ فترة بعيدة ويعيش قسم من المهاجرين العراقيين المسجلين رسمياً على اعانات مالية بسيطة جدا تمنح لهم من قبل مكتب شؤون اللاجئين التابع للامم المتحدة الا انها تكفي لسد احتياجاتهم الرئيسية بسبب قلتها وغلاء الاحوال المعيشية في اوكرانيا مما يضطرهم الى مزاولة بعض الاعمال البسيطة بصورة غير رسمية بالاضافة الى وجود مشكلة تتعلق بتوفير السكن المناسب والكافي للاجئين الاجانب رغم ان الحكومة الاوكرانية قد انشات مركزاً جديداً للاجئين في منطقة جرنيفسك كما يواجه بعضهم معاملة غير حسنة من بعض الافراد الشرطة الذين لا يعترف قسماً منهم بوثيق اللجوء الذي يحصل عليها اللاجى في اوكرانيا .
ويتعرض اللاجئون الاجانب في اوكرانيا ومن بينهم العراقيين الى بعض الاعتداءات العنصرية والتمييز وهذه الاعتداءات تحدث بصورة متكررة للاجانب المقيمين في اوكرانيا ومعظمهم اللاجئين الاجانب في اوكرانيا ينحدرون من دول اسيا الوسطى والصين ودول افريقيا والدول العربية مثل فلسطين ولبنان وافغاستان وفبتنام والهند . والقسم الكبير من اللاجئين الاجانب يحاولون الوصول الى اوكرانيا لا يمكثوا فيها طويلا اذ ان محط انظارهم يتجه نحو دول اوربا الغربية .

وها تبدا مرحلة جديدة من الهجرة الاخرى باتجاه احدى الدول الغربية حيث تعترض العراقيين هنا اشكاليات جمة تبدا بالابتزاز المالي من قبل المهربين والسماسة وتنتهي بالمقايضة عليهم عند الحدود الغربية لا ولاكرانيا مع بعض مفارز شرطة حرس الحدود وينتهي الامر للغالبية العظمى من هؤلاء في احدى السجون الموجدة غرب البلاد من دون اية اموال او وثائق تثبت كونه ينتمي الى هذا البلد او ذاك ويعاني اللاجئون العراقيون في اوكرانيا من مشكلة اخرى تتمثل برفض معظم طلبات لجوئهم من قبل السلطات الاوكرانية حيث ان فرصة الحصول على موافقة منح اللجوء في اوكرانيا صعبة جدا ويسبقها العديد من الاجراءات الطويلة والمعقدة

والقسم الاخر من الجالية العراقية جاء بعد سقوط النظام السابق في العراق في عام 2003 من بينهم الكثير من الطلبة الذين يدرسون في الجامعات الاوكرانية على نفقتهم الخاصة حيث بلغت اعدادهم حوالي (1400) طالبا وهم يتركزون في عدد من المدن الاوكرانية الرئيسية مثل خاركوف دانيتسك، لوغانسك ، واوديسا ويدرسون في اختصاصات مختلفة لا سيما في الطب والهندسة والعلوم ويوجد في اوكرانيا طلبة ومقيمين اجانب من مختلف الجنسيات مما خلق حالة من الكراهية لهم من قبل بعض الاوكرانيين الذين لا يرجبون بوجود الاجنبي على اراضيهم وقد دفعت هذه الحالة هؤلاء الاشخاص الى القيام بعدة اعمال انتقامية راح ضحيتها عددا من الطلبة الاجانب الدارسين في اوكرانيا بالاضافة الى بعض المهاجرين وخاصة من ذوي الاصول الافريقية الامر الذي دفع بالسفارات الاجنبية والهيئات الانسانية الى التنديد بهذه الظاهرة التي اخذت بالانتشار في عدداً من الاقاليم الاوكرانية وخاصة في العاصمة كييف وبعض المدن الرئيسية وتم عقد عدد من اللقاءات والاجتماعات التي ضمت رؤساء البعثات الدبلوماسية وبعض الاوساط الاوكرانية الرسمية المعنية من اجل وضع حد لهذه الظاهرة العنصرية حيث ترفض السلطات الاوكرانية الاعتراف بوجود ظاهرة العنصرية ضد الاجانب وتصف الاعمال العدائية التي تقع ضدهم بأنها من قبيل المشاكل الفردية او العابرة

وفي تصريح لوزير الداخلية الاوكراني الاسبق ذكر بأن اعداد اللاجئين العراقيين الى اوكرانيا قد ازداد بعد الحرب الاخيرة وتعاني اوكرانيا بسبب حدودها الطويلة مع بلدان الاتحاد للاوربي ومنها رومانيا وهنكاريا وبولندا من تدفق اللاجئين اليها من الدول الافريقية والدول الفقيرة الاخرى وذكر تقرير اصدرته المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بأن السبب الرئيسي لتوجه الاجانب نحو اوكرانيا هو الحصول على التعليم العالي والزواج من النساء الاوكرانيات الذي يمكنهم من الحصول على الاقامة والعمل والتصور الذي يملكونه حول فرصة لحياة افضل في اوكرانيا وان حوالي 46% منهم قد وصل الى البلاد للتخلص من مخاطر الحروب والعنف

ولا تستبعد المفوضية السامية لشؤون اللاجئين عودة اللاجئين العراقيين الى بلدهم بسبب تحسن الاوضاع الامنية في العراق وفي ضوء التدابير المتخذة من قبل الحكومة العراقية بهدف تسهيل عودتهم



عن منتديات كرمليش.نت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق