سياسية..اجتماعية..متنوعة

2011/04/20

قصيدة إلى سوريا

الشاعر مصطفى الزايد

يا شـــــامُ قــــدْ طـالـتْ بـــكِ الــلّأواءُ  وَتخــاذلـتْ عَـن نَـصـركِ الـشــــعراءُ
كَـتـبـوا بـحُــبِّــكِ ألـفَ ألـفِ قـصـيــدةٍ  فـيـهـا يـَفـيــضُ الـخـَتـــلُ والإغــــواءُ
يَـتـغــزّلـونَ بـقـاســيـونَ مـقــاصـفــــاً  وَبـمَـيْـسَـــلـونَ كَــأنّــهـــا حَــســـــناءُ
كَـذبـوا وَحَـقـِّــكِ لـمْ يَـمَــسَّ قـلـوبَــهُـمْ  عِـشــقٌ تَــذوبُ بِـوَجْــدِهِ الـخُـلـَـصـاءُ
لـمْ يَـعْـشَـقــوا هـذا الـتُّـرابَ فَـيَحْـلـُـموا  بِـالـْمَــوتِ فـيـهِ فَـيَـنْـتَـخي الـشُّــرَفاءُ
ما فَـكَّــــروا أنْ يَـفْــتــدوكِ بِـقَـْـطـْــرةٍ  أوْ يُـقْـدِمـوا إنْ أحْــجَـــمَ الـْجُـــبَــــناءُ
لكِـنَّـهُــمْ كَـتـبــوا بِـحُـسْــنِـكِ شِـعْـرَهُـمْ  لِـتُـخَـلــَّــدَ الـكَـــلِـمـاتُ وَالأسْــــــمــاءُ
*   *   *
لـمْ يَـعْـرفــوا لِـلـْحُـبِّ طـعْـماً غَـيْـرَ ما  تَـهَـبُ الـكُــؤوسُ وَلــيـلــةٌ حَــمْــــراءُ
إنْ مَـجَّــدوكِ فَـإنَّـمـا مَـقـْـصـودُهـُـــــمْ  بِـالـمَـجْــدِ مـا قـَــدْ أنْـجَـــزَ الأمَــــراءُ
يَـتَــغـَـــزَّلــونَ أذِلَّــــــةً بِـعَـــزيــــــزةٍ  تَـسْــمـو إلـى عَـلـْـيـائِـهـــا الـعَـــلــيـاءُ
لـمْ يَـعْرفـوا قـَدْرَ الهـوى فَـاسْـتَـبْـخـلوا  بـالـْحِـبْـرِ حَـيْـثُ تَـسـيـلُ مِـنْـكِ دِمــاءُ
لـو حَـرَّمَ الطـّـاغـوتُ ذِكْــرَكِ ما أتـتْ  مِـنْـهُــمْ إلـيــكِ قــصــيـــدةٌ عَـصْـمــاءُ
*   *   *
خَـمْـسـيـنَ عــامـاً -أوْ تـكـادُ- أســيـرةٌ  لـمْ تَــبْـتَــدِرْكِ قـَـصـيــدةٌ خَـرْســـــــاءُ
فُـرْسـانُ حَـرْفٍ في الـمَحَافِـلِ جَــرَّدوا  أَقْــلامَــهُــمْ لِـيُـصَـفـِّــقَ الـغَــــوْغــــاءُ
يَـتَـنـافَـخـونَ عَـلى الـمَـنـابِــر عِـــــزَّةً  وَكــأنَّ عَـنـْـتَــرَةً وَعُــرْوَةَ جـــــــاؤُوا
وَدِمـاءُ أطـْـفــالٍ تَـســـــيـلُ أمـامَـهُـــمْ  وَعَـلـى مَــسـامِـعِـهــمْ تُـهــانُ نِـســـاءُ
وَالـمَـسْـجِــدُ العُـمَـريُّ يَـحْـكي قِـصَّــةً  عَـنْ ذُلـّـنــا وَالـسّـــــاحـةُ الـبَـيْــــضاءُ
وَمــآذنُ الأمَـــــويِّ تـَـنْـفـُــثُ أنـّــــــةً  تَـهْـتَـــزُّ مِـنْ أصْــدائِــهــــا الأرْجـــاءُ
قـَلـْـعُ الأظـافِـرِ وَالــدِّمـا وَطـفــولـــــةٌ  قـُـتِـلَـتْ وَسِـيـْقـَـتْ لِـلـسِّــجـونِ نـِســاءُ
ما حَـرَّكَـتْ حَــرْفـاً بِـنَـخْـوَةِ شــــاعِــرٍ  لِـيَــقــولَ (لا) فُـرْسـانُــنــا الـفُـصَـحاءُ
*   *   *
لا تَـغـْــضـبــوا يـا أيُّــهــا الشُّـــعَــراءُ  لا تَـكْــتُــبـــــوا يـــا أيُّـــهــا الأدَبــــاءُ
لا تَـنْـطــقــوا فَـالــذُّلُّ مَـــدَّ جُـــــذورَهُ  بِـقُــلــوبِـكُـمْ فـاسْــتَـحـْـكَـــمَ الإعْــيــاءُ
هِـيـمُـوا بِـأوْدِيـةِ الـجَـمــالِ وَحَـلـّـِقــوا  في الـوَهـْــمِ حَـتّى تَـنْـجَــلي الظـَّـلْـماءُ
وتَـنَـكّــبُـوا دَرْبَ الشـُّـعُـوبِ فَــدَأبُـكـُـمْ  في عَـصْــرنـا التـَّـصْفـيـقُ وَالإصْـغاءُ
(وَدَعُـوا المَـكارمَ وَاقْـعُـدوا وَلَـكُـمْ عَلى  هـَـذي الشُّــعـوبِ الـرِّزْقُ وَالإكْـسـاءُ)
فَـصِـناعَـةُ الـتّـاريـخِ لـيـْـسَ يُـجـيـدُهـا  أقْـلامُــكـمْ  وَخُـطــوطـُـها الـعَــوْجــاءُ
وَغـداً إذا مـا الشـَّـعْـبُ أنْـجَـزَ وَعْـــدَهُ  وَزَهـَـتْ بِــهِ الحُــرِّيـَّـــةُ الـحَـــمْـــراءُ
سَـيُـسَجِّـلُ الـتّـاريـخُ: مَـرَّتْ مِنْ هُـنا الأطـفْــالُ وَالـنـِّــسْـــوانُ وَالـــدَّهـْـــمــاءُ
لـكــنَّ ســاحَ الـمَـجْـدِ لـمْ يَـخْـطِـرْ بِـها  وَيَـمُــرَّ عَــبْــرَ حُــدودِهـا الشـُّـعَــراءُ
مصطفى الـزايـد - السَّبت / 12 / 5 / 1432 هـ
ويمكن الاستماع للقصيدة على هذا الرابط: http://www.youtube.com/watch?v=6x5opPwXKk8
البيت بين القوسين: تضمين لمعنى قول الحطيئة:
دع المكارم لا ترحل لبغيتها  واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق