سياسية..اجتماعية..متنوعة

2010/12/25

منطقة خضراء للمسيحيين!!

أساقفة العراق يرفضون إنشاء «منطقة خضراء» للمسيحيين


بغداد- العرب أونلاين: رفض أساقفة عراقيون فكرة إنشاء إقليم مستقل للمسيحيين في وطنهم العراق، مؤكّدين أنهم مكوّن أصيل من مكونات المجتمع العراقي، وأن فكرة "العزل" التي تفتقت عليها قريحة "رئيس الجمهورية" جلال طالباني لا تجرّدهم من تاريخهم العراقي فقط إنما هي مسمار آخر يدقّ في نعش وحدة الشعب العراقي وتواصل أبنائه بمختلف دياناتهم وطوائفهم.

واستنكر المطران لويس ساكو، رئيس الكنيسة الكلدانية في كركوك، بشدّة هذه المبادرة، فـ"المسيحيون يقطنون في مناطق متعددة من العراق، وهم شركاء في التنوع الثقافي الذي يحظى به البلد".. واستقلال المسيحيين بإقليم خاص هي لعبة سياسية خطيرة، قد يتطوّر بها الأمر لتشمل مختلف الأقليات العراقية، وتكون نتيجتها انقطاع أواصر العلاقات الثقافية والاجتماعية للشعب العراقي.

وكان جلال طالباني اقترح تأسيس محافظة للمسيحيين في نينوى شمالي العراق بحجّة حمايتهم، مستشهدا بالمادة 125 من الدستور الجديد التي تؤيد منح الأقليات الدينية حقوقهم السياسية والإدارية في عراق ما بعد الاحتلال.

ورحّب رئيس ديوان الوقف المسيحي في العراق، عبد الله النوفلي، بهذا الحلّ، مشيرا إلى أنه وعلى ضوء الهجمات التي تستهدف المسيحيين في العراق، خاصة من قبل تنظيم ما يعرف باسم "دولة العراق الإسلامية"، وأمام حالات التسفير القسري التي تعرّض لها المئات من العراقيين ممّن هربوا إلى دول أوروبية في أعقاب التفجير الأخير الذي استهدف كنيسة سيدة النجاة، بات من الضروري استحداث "منطقة خضراء" للمسيحيين في العراق يلجأون إليها عند تعرضهم للتهديد بدلا من الهجرة إلى خارج البلاد.

وذكر النوفلي أن "استحداث إقليم أو محافظة أو مدينة مهما كبرت أو صغرت يعني منح المكوّن المسيحي حكومة مصغرة ضمن الدستور تتمتع بصلاحيات تجعلها منطقة محمية للمسيحيين يعيشون فيها بسلام وتمكنهم من إقامة شعائرهم وصلواتهم وطقوسهم بأمان، فالمسيحيون لا يريدون الانفصال لأنهم يعيشون منذ أكثر من أربعة آلاف سنة على تربة بلاد الرافدين متآخين مع مكونات الشعب، وإنما يطالبون بملاذ آمن لهم داخل وطنهم يلجأون إليه عند تعرضهم للتهديد بدلا من الهجرة إلى الخارج".

وينظر إلى هجرة المسيحيين على أنها جزء من عمليات تشريد يتعرض لها العراقيون وطوائف محددة منهم بعد أن فقدوا الثقة في الحكومة التي ما انفكّت تدّعي أن الأمن يعمّ البلاد وأن نسبة العنف تراجعت بشكل كبير.

وقابل العديد تطمينات رئيس الحكومة، نوري المالكي، إثر الهجوم على كنيسة سيدة النجاة، بكثير من الريبة، خاصة وأن التهديدات تواصلت؛ وأحدثها رسالة مرسلة مما سمي بـ"وزارة الحرب بدولة العراق الإسلامية" إلى "رؤوس الطوائف والمنظمات والكنائس النصرانية في العراق" تتوعّدهم بالدّمار في حال عدم الالتزام بما تطلبه "الوزارة"المزعومة وهو "الضغط على الكنيسة المِصرية لإطلاق سراح زوجتي الكاهنين كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين كما فعل المسيحيون جاهدين لإنقاذ طارق عزيز من حبل المشنقة".

وترجّح تقارير دولية أن عدد المسيحيين في العراق انخفض من مليون إلى نصف مليون، منذ الإطاحة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين الذي نجح في حماية هذه الطائفة؛ وترجّح المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ارتفاع عدد المهجرين العراقيين من أبناء الديانة المسيحية، الذي تقلّص من 1.5 مليون نسمة قبل الغزو الامريكي للعراق إلى 850 ألف نسمة، بعد أن أجبروا على الهجرة إلى الخارج بعدما فقدوا الثقة والأمن في العراق المدمّر والطائفي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق