سياسية..اجتماعية..متنوعة

2010/12/21

أخطاء الأجئين..قصص حقيقية

عن قصص حقيقية:


حيث أن رغبة الكثير من العراقيين باللجوء إلى أوربا هي رغبة ملحة و ربما تكون مصيرية للبعض فقد ارتأيت أن أضع بين أيديكم ما توفر لدي من معلومات عن الأخطاء التي يقع فيها إخواننا عند وصولهم إلى أوربا واسمحوا لي أن أقدم لكم تلك المعلومات بشكل تفصيلي والأخطاء التي يرتكبها اللاجيء لتؤدي بالنتيجة إلى رفض طلبه .


*بداية يجب أن نعرف بأن حق اللجوء مضمون لكل إنسان حسب اتفاقية جنيف لعام 1951 إذا تعرض إلى :


1- الاضطهاد من قبل الدولة بصورة مباشرة أو غير مباشرة.


2- الاضطهاد بسبب الانتماء إلى حركات سياسية أو انتماءات قومية أو دينية معينة .


3- الحكم على الإنسان بالقتل أو الإعدام لأسباب طائفية أو سياسية شرط أن لا يكون سبب الحكم مرهون بجريمة تمس حقوق إنسان أو متعلقة بجرائم ضد الإنسانية أو ضد الحرية.


4- خرق حقوق الإنسان الثابتة وعزل الشخص عن جماعته وتقيد حرية العمل كلها ممكن أن تكون من الأسباب التي تمكن طالب اللجوء من الحصول على اللجوء شريطة التحقيق بذلك لأنها لاتعد من الأسباب القوية لمنحه اللجوء.


هذه الفقرات أعلاه ممكن أن تساعد على منح طالب اللجوء الحق في نيل مطلبه ولكن بسبب تزايد طالبي اللجوء وتدفقهم على أوربا وخاصة من العراق برزت أخطاء كثيرة وقع فيها عدد لابأس به من العراقيون لاسيما وإنهم بمجرد وصولهم إلى الدولة الأوربية فإنهم للأسف يعتقدون أن كل شيء قد أنتهى وتحقق حلمهم وإنهم سوف يحصلون على حق اللجوء لا محالة ..


هذا الاعتقاد الخاطيء جعل الكثير من إخواننا يدفعون ثمنه رغم أنهم يستحقون اللجوء فعلا وبدون قيد أو شرط واليكم بعض الأمثلة التي أدت إلى عم منح اللجوء لطالبه :


01 تقدم احد اللاجئين بطلب اللجوء في أحد الموانيء الأوربية قادما من دولة أوربية أخرى في عام 2007 وقد قام بإخفاء نفسه في الميناء لوقت معين وبعد أيام طلب اللجوء وجرى استجوابه بعد فترة حيث سأله المحقق مايلي :
لماذا لم تطلب اللجوء في أول دولة ؟ فأجاب بأنه لا يحب العيش فيها ؟؟؟


هذا الجواب في نظر الاوربين غير مقنع بل ركيكا لان اللاجئ في نظرهم يبحث عن وطن امن ينقذ حياته المهددة وليس وطنا يختاره كسائح أو عابر سبيل... وهكذا لم يمنح هذا اللاجيء أقامه ولحد الآن..علما أن من ضمن اتفاقية دبلن تلزم اللاجيء بتقديم طلبه في الدولة الأولى الآمنة وليس في الدولة الثانية الآمنة وكان يفترض به طلب اللجوء في أول دولة آمنة دخلها ...


02 تقدم عراقي بطلب اللجوء في دولة ثالثة بعد قدومه من ألمانيا مرورا بدولة أخرى وبعد سؤاله بالتحقيق الاولي كيف وصلت إلى ؟هنا فكان جوابه بأنه لا يعرف كيف وصل وكيف جاء سوى انه جاء من شمال العراق وبعد تفتيشه وجد بحقيبته ساندويتش ملفوفا بورقة دعاية من مطعم ألماني وسط برلين .. مما جعل المحقق يشك حتى في روايته بأنه مضطهد ومهدد ؟ لأنه لم يصدق بطريقة وصوله أو لم يقل رواية مقنعة مما يعيدنا الى النقطة الأولى وهي لماذا لم يطلب اللجوء في أول بلد آمن دخله .


03تقدم عراقي بطلب اللجوء في احد المطارات الأوربية وبعد التحقيق الاولي قامو باستجوابه بالأسئلة التالية :
*- كيف وصلت إلى المطار ؟ أجاب بأنه لا يعرف
*- ما الاسم المكتوب بالجواز المزور الذي جئت به؟ أجاب بأنه لم ينتبه للاسم ولا يعرفه ...


*- ماهي شركة الطيران التي أقلتك إلى هنا ؟ أجاب بعدم المعرفة...
*- ماهو وقت الإقلاع وماهو وقت الهبوط؟ أجاب بأنه لم يرى الساعة.


*- ماهو لون كراسي الطائرة وماهو الشعار الذي تلبسه المضيفة وما نوع الأكل المقدم بالطائرة؟ فادعى بأنه كان متعبا ولم يرى هذه الأشياء ولم يأكل..


*-ماهو لون الجواز قبل تمزيقه ؟ أجاب بان الجواز كان مغلفا ولم يرى اللون...


هذه الإجابات جعلت المحقق الأولي يرفع تقرير سلبيا عن طالب اللجوء مما يجعله عرضه لعدة جلسات وشكوك كثيرة من المحققين الآخرين أي كان المفروض أن يجيب على بعض الأسئلة التي لاتسمن ولا تغني من جوع كمثال لون الكراسي ووقت الإقلاع بشكل غير دقيق ولون الجواز أي كان ممكن أن يذكر أي لون غير اللون الصحيح للجواز الذي جاء به..


لقد جعلت بعض القصصص الاوربيين يأخذون الحيطة والحذر عند سماعهم إجابات العراقيين بعدما كانوا يبكون ويتركون مكاتبهم و كراسيهم ويبدون تعاطفهم مع اللاجيء العراقي حين يسمعون قصته التي يرويها سابقا.


4- عراقية حصلت على فيزا شنغن من إحدى السفارات الأوربية .. وكان زوجها قد تقدم قبلها بطلب اللجوء في دولة ما.. وعندما أدرك الزوج بان الموافقة بشأنه ستتأخر طلب منها القدوم إليه .. وعند وصول الزوجة إلى دولة ما ! في طريقها إلى بلد زوجها اكشفوا فيزتها مزورة ... وبعد جدال مع سلطات المطار لم ينفعها الإفلات من قبضة الشرطة فتظاهرت بأنها أغمى عليها ونقلت إلى المستشفى وبمساعدة زوجها تمكنت من الهرب إلى بلد لجوء زوجها . . وطلبت اللجوء وعند التحقيق معها كانت تقول لا اعرف ..لا ادري . و نسيت أن جواز سفرها بقي لدى الشرطة وإنهم صوروها في البلد الذي هربت منه. ... تم استدعاءها وإبلاغها بما أخفته عنهم في التحقيق واكتفوا بالقول لها انتظري منا الجواب .. ولازالت مع زوجها لم يستلما أي إشارة ايجابية عن طلب اللجوء .. بينما كان الأجدر بها انتظار زوجها إلى حين قبوله كلاجئ لتلتحق به رسميا .


5- آخر طلب اللجوء في أحدى الدول وبعد جلسة الاستنطاق الأولى ذكر أنه أستاذ جامعي في احد الكليات الإنسانية ببغداد وهدد بالقتل وقد قتل زميله .. وقدم للمحقق هوية وكتب إثبات تثبت انه أستاذ ولكن المحقق راح يراوغ اللاجيء و طرح عليه أسئلة تتعلق بعمله كأستاذ جامعي : بأي قسم كنت ؟ وماهو اختصاصك؟ وكم قسم في الكلية؟ الخ ... وكانت إجاباته مرتبكة وكاذبة وفي المقابلة الثاني اختلفت إجاباته على نفس الأسئلة مما جعلهم يرفضون طلبه .. كان الأجدر به أن لا يختلق قصه بعيده كل البعد عن ثقافته وتحصيله العلمي ..


في ضوء تلك ألأمثلة الواقعية فأنا ننصح إخواننا العراقيين بالآتي :




01 بجب على طالب اللجوء كتابة قصته مقدما وحفظها جيدا قبل جلسة الاستنطاق وكتابة تواريخ تتطابق مع الأحداث التي جرت وحفظ نسخة من القصة على الايميل للعودة إليها قبل أجراء مقابلة ثانية له لكي يتجنب التناقض في أجوبته .


02ان نحاول مساعدة الموظف المسئول بطريقة ذكية من خلال إجاباتنا وكسب تعاطفه معنا .


03الابتعاد عن التمثيل وتجنب الادعاء بعدم المعرفة بالمعلومات المتعلقة بطريقة الوصول سواء برا أو بحرا أو جوا بحيث لا تضر صاحب اللجوء بذكر الدخول لدولة آمنه من دول الاتحاد الأوربي كافه وسرد بعض أحداث المبيت والأكل وغيرها التي لا تضر إطلاقا بطلب اللجوء .


04 أن تكون الإجابات منطقية ودقيقة وخالية من التناقضات والابتعاد عن القصص الخيالية .وخاصة (القصة العالمية المشهورة للعراقيين وهي ( اجيت من الشمال وحطوني بسيارة ولقيت نفسي هنا ) .


05 يستطيع طالب اللجوء إظهار درجة من الانفعال لا بأس بها على أن لاتكون مبالغ فيها جدا لأنها ستنكشف .
06 تجنب استخدام الوثائق والشهادات المزورة قدر الامكان لأنها حتما ستنكشف لاحقا.


07ليعلم جميع طالبي اللجوء بان هناك قانون يلزم طالب اللجوء بمساعدة السلطات بالمعلومات أي المعلومات التي لا تضره في طلبه.


من خلال ما ذكرناه في أعلاه إن نقاط الضعف قد تكون بسيطة في نظر أخوتنا العراقيين لكن المحقق الغربي يعتبرها شئ كبير ودليل على ذلك إن المتقدم باللجوء يتم تسجيل كل كلمة ينطق بها لدراستها ومحاولة الإيقاع به والتأكد من صدق روايته في جلسة ثانية تحدد له بعد فترة مناسبة . .


إن كل ما ذكرناه حدث في عام 2007 أي بعد تشديد الإجراءات في عدد من الدول الأوربية ... بينما نجد العراقيين اللذين تقدموا قبل عام 2007 في السويد مثلا تمكنوا من اجتياز هذه المعضلة وعدم وقوعهم في محاولات كشف القصص الخيالية من قبل المحققين وقد حصلو على اللجوء ولم يبالي احد بذلك ..


نتمنى أن نكون قد وفقنا في إيصال بعض ما ينفع إخواننا العراقيين من طالبي اللجوء في أوربا لتجنيبهم رفض طلباتهم ونسأل الله التوفيق للجميع .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق