سياسية..اجتماعية..متنوعة

2010/12/27

زواج مهاجرين!

النص الأصلي بعنوان:المتهجولون يتزوجون!


العراقيين في الإمارات عدة أصناف ، منهم اللي أول ما إجوي صاروا إماراتيين ، يلبسون إماراتي ، ويحجون إماراتي .
ومنهم اللي بقوا عراقيين ومحافظين لكن طول فترة مكوثهم ، ومع مرور الوقت أكو شي ينفقد منهم ويتحول .
ومنهم اللي بقت روحهم معلقة بالعراق ، وقاعدين هنا سفري ، وبكل لحظة يتمنون يرجعون للعراق ، وحتى لمن ينامون يحلمون بالعراق .
وأكو اللي انولدوا هنا ، وهذولة اللي نعرفهم أحنا ، بل وآني منهم ، وأيضاً بعضهم تحولوا إلى إماراتيين ، وبعضهم مثلنا والحمد لله نحب العراق ونتحسر على كل لحظة من عمرنا فاتت واحنا بعيدين عن العراق وهي ما يساوي كل عمرنا !!

عموماً نرجع لموضوع الخطبة ، هسه الأماية لمن تريد تخطب لابنها تبدأ حواسها بالتقاط البنات حواليها ، وهذا الحال في كل مكان ، لكن الشروط في الغربة تختلف عن الشروط في أرض الوطن ، فالمهم هنا أن تكون عراقية ، وإذا كان الولد من الناس المحافظين على وطنيتهم ، تبدأ الأم تستثني بعض البنات اللي ينعوج لسانهم - لأنهم متعودين - ويحجون باللهجة المحلية .

طبعاً هذا يلغي شريحة كبيرة من البنات وأصلاً العدد مو هالقد يساعد لأن احنا أصلاً خارج البلد ، الشرط الثاني أن تكون مخلصة جامعة ، والسبب أنه نحن بالخارج ، والجامعة مو مثل بالعراق مجاناً ، بل الجامعة تعني صرف وتطشير بالفلوس ، والولد مسكين يادوب مجمع فلسين يفتح بيها بيت مو يصرف على جامعة ! ويجوز هوه أصلاً هستوه مخلص !
طبعاً قبل هذا لازم تكون البنت محجبة أو على الأقل محتشمة ، ولأن البنات العراقيات كلش معتدات بشخصياتهم - بالعكس للأسف - فإن أعداد كبيرة منهم لمن شافت الحر اللي بالإمارات وأنه الكل نازع هدومه ، نزعوا هدومهم ، وكم يقتلني إني أشوف هيجي بنات وبهذه الملابس الفاضحة ثم أسمع اللهجة العراقية فأتمزق والله .. أتمزق لأنهم مسلمات وأتمزق لأنهم عراقيات وينطون هذا الانطباع السيء عن بلادي!

المهم ، بعد هذه الفلاتر الرئيسية عراقية - محتشمة - مخلصة جامعة ، ما يكون بقى غير عدد بسيط يعتبر ، ثم تبدأ باقي القياسات مثل شطارة البيت والشخصية ، وهم هاية مو الكل يهتم بيها .

بعض الشبان ، يعتقد أنه وجوده في الإمارات ميزة مهمة جداً ، وتجعله مختلف بحيث ميقبل يتزوج غير ملكة جمال العالم ، ويامة ويامة اتصلوا ناس يسألونا تعرفون بنات طويلات وشقرات وعيونهم زرق ؟؟!!!!! ( لاحظوا أنه لا مهم فكر ولا عائلة ولا شهادة ! ) .

وبعضهم يريد إلا وحدة عدها جواز أجنبي واللاخ يدور على وحدة تكون من المجموعة الطبية وتشتغل حتى يضمن مستقبله ، بالفعل أشياء عجيبة ، زين هسه هاي الميزات بالبنية إذا موجودة فهي خير وبركة وشيء جميل لكن مو تكون هي الشرط الأساسي وربما الوحيد للارتباط بالإنسانة اللي راح يقضي وياها حياته !

بعد ما الأم تشوف البنت ، ويشوفها الولد ، وتصير الخطبة والحمدلله ، يصير لازم تجي مشاية الرجال ، المشكلة من جديد أن الولد متهجول ، يعني أهله بالعراق ، وين لو جان بالعراق جان جاب رجال تهز بلد ، أب وأعمام وخوال ، يكشخ بيهم ، والبنية همين يكونون أهلها موجودين ، وهذا الخال وهذا العم .
بس يا حسرة هنا إذا الواحد لكة رجال لو اثنين خير وبركة .

بالعراق الحفلة هوسة والكل فرحان ، مو بس الأهل .. لا هم الجيران والأصدقاء .
هنا .. مثل المأتم ، أو كلش فد إجتماع سياسي ! يمكن غداء عمل !

العرس والزفة ، كلها غير .
ماكو مثل الهوسة هناك ، والكل فرحان والكل سعيد .. هنا كلها رسميات ، الناس يمكن تجي تاكل بس ، محد يصيح " شايف خير وتستاهلها " ولا أحد يقول : "هاية الرادها وهاية التمناها ... بنت الشيخ لابن الشيخ جبناها .." ، يمكن إذا الولد عنده أصدقاء كومة ممكن تصير أكو هوسة لكنها هوسة مخنوكة !
العرس كله رسميات ، ماكو الشعور بتشارك الفرحة ، الواحد ميشعر أنه الابتسامة تشيع على الوجوه ، ولا الضحكة طالعة من القلب !

زين نجي هسه على البنية من تنخطب ، من جانب البنت الاختيارات تكون أضيق لأن مو هيه اللي تختار الولد ، إنما تختاره من اللي يتقدمولها ، وتبدأ الصعوبات ، أم الولد تقول لها بطلي جامعة ، واللخ تقوللها لازم تشتغلين وتساعدين ابني ..

واللي يتقدمولها ، واحد عايش طول عمره برة ميحجي عربي ، واللاخ ما يعرف العراق ولا يحبه ، واللي أصلاً مو عراقي ، واللي وراه عراقي على أساس ، بس ميعرف حتى يحجي عراقي - يحجي إما إماراتي أو غير جنسية ، واللي شهادته أقل من شهادتها ، واللي راتبه 2000 (يعني ميقدر يفتح بيت ) ، هسه آني مو أقصد أن أقلل من شأن أحد ، لأن لكل واحد من هؤلاء وحدة تناسبه في مكان ما ، بس المشكلة إنهم كلهم يعتقدون إنه اللي يتقدمولها لازم تكيّف وتوافق لأنها أصلاً بالغربة ومنو اللي راح يخطبها ؟؟ مو زين أكو واحد تقدملها ؟؟
وبمرور الوقت يبدؤون أهل البنية بالضغط عليها حتى توافق ، وأكره شي لمن يكون سبب الموافقة هو الخوف من العنوسة !!!
ما أتصور أنه أكو حياة ممكن تنبني على زواج صار خوفاً من العنوسة !
البنت مغتربة .. ومنذ اللحظة التي خرجت فيها من العراق يبدأ الناس والأهل والأقارب بالتنبؤ بأن هذه البنت ستقضي حياتها بمفردها ! ولا يحق لها قول : لا !!

أما بعد الزواج :

حتى المتزوجين ، لأنهم عايشين هنا مؤقت ، ويعرفون أنه بأي لحظة يتم كنسلة الإقامة ، تشوفهم يخلفون طفل أو اثنان فقط ، فالولادة بفلوس ( 5000) أقل شي ، والمواد جداً غالية ، والمدارس بفلوس ، والصحة بفلوس ، والشقة الاستوديو باجر تصغر عليهم وهم لازم يأجر أكبر ، وبعدين الواحد ميريد يخلف هواية لأن يريد يجمع شوية حتى يقدر يطلع برة هجرة وياخذ جواز ، وبنفس الوقت لمن يزيد عدد العائلة خاف ميقبلوه بالهجرة !
يعني المتهجول حتى بخلفته مو متهني !!

بالله عليكم هاية عيشة ؟؟؟
ألف الحمد لله والشكر ..


ملاحظة : أعرف أن يكون شريك الحياة من نفس الجنسية أمر ليس بالأساسي تماماً ، لكن لو نظرنا نظرة أوسع ، لوجدنا أن لكل جنسية عادات وتقاليد وحدود مسموحة وممنوعة ومتعارف عليها ، تختلف هذه الأمور من جنسية لأخرى ، واختلافها يسبب المشاكل ، وبنفس الوقت يؤدي إلى سوء تفاهم في كثير من الأحيان ، حيث لا يمكن أن تمنع شخص أن يقوم بأشياء تربى عليها ، أو أشياء اعتادها منذ الصغر ، التفاهم شيء أساسي من أجل زواج ناجح ، والتفاهم والتجانس يكون أقوى وأوضح كلما كان الأشخاص من نفس البيئة والخلفية الاجتماعية .
أبسط مثال هم الأصدقاء ، فالإنسان عادة يرتاح للشخص من جنسيته أكثر ، ويتفاهم معه بصورة أفضل ، لكن هذا لا يمنع وجود صداقات بين الجنسيات المختلفة وكذلك زواج ، ونجاح هذه العلاقات .

عن مدونة مهجولون في الغربة

هناك تعليق واحد:

  1. اخوي هذي ضريبة الهجرة الي اي بلد عربي ام اجنبي
    الله يرجعكم لبلدكم سالمين وترجع العراق حلوة مثل الاول

    ردحذف