سياسية..اجتماعية..متنوعة

2010/12/29

السفير العراقي في فنلندا..حوار


في حوار مع موقع فينراك السفير العراقي في هلسنكي:
نعمل على تجاوز الاخطاء السابقة ونرعى مشروع مجلس الجالية

 
نوفمبر 26, 2010
عبد الكريم طعمة مهدي كعب، خريج كلية الهندسة جامعة بغداد سنة 1983 فرع الهندسة المدنية. ماجستير هندسة مدنية جامعة لندن 2009. عمل في الهندسة المدنية في العراق، ليبيا، الاردن، المانيا وبريطانيا. كان معارضا لصدام وحوكم من قبل محكمة الثورة مرتين. انخرط في العمل الدبلوماسي منذ عام 2009 بعد نجاحه في تجاوز ضوابط ومعايير ودورات متخصصة في العمل الدبلوماسي بمعية اكثر من 50 شخصية اخرى من بين 154 متقدم رشحتهم الاحزاب العراقية لتسلم سفارات العراق في الخارج بعد شمول معظم كوادر العراق الدبلوماسية في الخارج بقانون اجتثاث البعث وحدوث فراغ دبلوماسي في الكوادر، باشر عمله كسفير للعراق في فنلندا منذ ايلول عام 2010.  من اجل الوقوف عن قرب على دور السفارة العراقية في فنلندا ونشاطاتها تجاه بناء العلاقات الثنائية والانفتاح على الجالية وامور اخرى من اجل ذلك وغيره كان اللقاء التالي:   

- السفارة العراقية في فنلندا تحظى باهتمام استثنائي من حيث الشكل والبناء .. كيف يمكن ان تكون السفارة العراقية استثنائية من حيث المضمون ايضا ؟  
اولا سوف نتكلم بالمبادىء لماذا تبنى السفارة ؟ السفارات تبنى من اجل توسيع وتطوير وبناء العلاقات الثنائية بين الدول ولدعم موقف العراق في المحافل والدولية. وفيما يخص العراق يضاف عامل اخر لاهمية السفارة وهو كثرة الجاليات العراقية المنتشرة في العالم وضخامة هذه الجاليات. لذلك اصبحت اهمية السفارة هو بناء العلاقات وتقويتها بين البلدان المعنية وايضا العمل على خدمة الجالية والرفع من شانها. على هذا الاساس تكون السفارة كبيرة بوضيفتها اذا استطاعت ان تحقق نجاحا على هذين الصعيدين.
حينما استملت مهامي كسفير للعراق في فنلندا وجدت السفارة في وضع سبات بكل ما تعني الكلمة من معنى، والعلاقات شبه مجمدة مع الجانب الفنلندي على المستوى السياسي وهناك قطيعة بين السفارة وبين البرلمان الفنلندي نتيجة لاخطاء ارتكبتها السفارة في فترة ما! وبالنسبة لعلاقة السفارة العراقية بالجالية وجدتها علاقة باردة هناك شرائح عراقية لم ارهم قط الا مؤخرا! لهذا ايضا اسباب كثيرة. وبداية معالجة الاسباب كانت من السفارة نفسها، حيث نقوم الان بتغيير كادر السفارة بشكل كامل وتغيير هيكلها، كذلك تمكنت من اعادة العلاقة بين السفارة وبين البرلمان الفنلندي وتمكنت ايضا من كسر الحصار المفروض على السفارة من قبل لوبي معين فنلندي وغير فنلندي فيما يتعلق بالمصالح الاقتصادية للعراق. اما فيما يتعلق بالجالية بدانا بالتحرك نحوها وتحسين العلاقة بين السفارة وبين مختلف شرائح الجالية العراقية.



- هناك مذكرات تفاهم بين فنلندا والعراق في مجالات مختلفة كيف يمكن تفعيلها من جديد او توقيع اتفاقيات جديدة ؟  
ايضا ابدا الكلام بالمبادىء .. العلاقات الثنائية بين الدولة تبنى على اساس المصالح المتبادلة، وركيزة هذه المصالح هو الجانب الاقتصادي. سابقا كانت العلاقات بين العراق وفنلندا متميزة وركيزة هذا التميز هو المردود الاقتصادي الممتاز الذي يعود على فنلندا، نتيجة لهذا كانت هناك اتفاقيات ممتازة في مجال التعاون الاقتصادي والفني وايضا اتفاقيات ممتازة في المجال الثقافي. وحتى نحيي هذه الاتفاقيات لابد من ايجاد مصالح مشتركة متبادلة بين العراق وفنلندا. وكلما كانت هناك مجالات اقتصادية لفنلندا في العراق فان فنلندا سوف تستجيب لكافة مجالات التعاون الاخرى. ولكن مع ذلك لايمكن ان نقف مكتوفي الايدي ننتظر ان تربح فنلندا كذا مشروع اقتصادي في العراق لكي تتفعل بقية المجالات لذلك فان استراتيجية العمل التي اتحرك وفقها انني بعد ان رايت بان الجانب الفنلندي يعرض الى حد كبير عن العراق.. بدأنا بالتحرك على الصعيد الاقتصادي والشركات الفنلندية ثم الجهات الثقافية، بامكاننا تقوية علاقاتنا مع البرلمان، مع الجامعات، مع منظمات المجتمع المدني .. على هذا الصعيد تحركنا على بعض الجهات الثقافية في مدينة تامبرا الفنلندية وكذلك رئيس جامعة هلسنكي وهو اول شخصية فنلندية التقيتها حينما جئت الى فنلندا، وكذلك العديد من الجهات والشخصيات المهمة في المجالات العلمية والثقافية والفنية. لكن الركيزة الاقتصادية تبقى هي الاساس وللمتابع فان فنلندا قلصت اخيرا العديد من بعثاتها الدبلوماسية في العالم وكذلك العديد من بلدان الشمال بسبب الازمة الاقتصادية العالمية الا انها في نفس الوقت افتتحت مؤخرا سفارة في الجزائر والدافع وراء ذلك كان الجانب الاقتصادي لان الشركات الفنلندية تنفذ حاليا مشروعا استراتيجيا هناك.
- لفنلندا تجارب استثنائية جدا على صعيد التنمية البشرية؟ النظام التعليمي، الاتصالات، وحتى معالجة مشكلة الاقليات كيف لنا ان نستثمر تلك التجربة ؟
واحدة من مهام السفارة اليومية هو رصد التجارب المهمة في فنلندا واستطلاع ملامح القوة فيها من اجل الاستفادة منها بالقدر المستطاع. واحيانا يتم تقنين هذه الاستفادة بحيث تكون على شكل اطروحات لطلبة ماجستير او دكتورا، واعداد بعثات دراسية تسلط الضوء على تجارب من هذا القبيل في فنلندا او في الاتحاد الاوربي بشكل عام. هناك مجالات مهمة في فنلندا كالتعليم والاتصالات كما ان فنلندا حافظت على استقلاليتها وتوازنها رغم انها تعيش في منطقة حساسة جدا. نحن نعمل على هذا المجال رغم قلة الكوادر ويمكن ان نستفيد من الكوادر العراقية المقيمة في فنلندا في هذا الصعيد فان لهم دور مهم جدا في ذلك.
- متى تفتح السفارة الفنلندية في العراق مرة اخرى وهل هناك زيارات قريبة بين البلدين على مستوى دبلوماسي رفيع ؟
بشكل عام حاليا فنلندا تفكر بتقليص بعثاتها بسبب الازمة المالية العالمية وهناك تعاون بين بلدان الشمال في هذا الموضوع بان تكون بعثات موحدة و هناك عمل بالسفارات الاقليمية هذا اولا وثانيا بالنسبة للسفارة الفنلندية في العراق سوف تفتح متى ما تطورت العلاقات بين البلدين وقد اشرت لهذا الموضوع فيما تقدم. ما عملت عليه من خلال لقائاتي بالجهات الدبلوماسية الفنلندية من الرئيسة الفنلندية الى وزير الخارجية كذلك البرلمان الفنلندي والعديد من الجهات ذات العلاقة هو تغيير نظرتهم تجاه العراق من نظرة عزوف وعروض عن العراق الى نظرة اهتمام خاص وان يكون العراق في سلم اولويات السياسة الفنلندية. وهناك معلومات غير رسمية تؤكد زيارة لوزير التجارة الخارجية الفنلندي الى العراق. وقد اكد لي الفنلنديون بانهم ارادوا افتتاح السفارة الفنلندية في العراق مرة اخرى من خلال زيارة شخصية دبلوماسية فنلندية بمرتبة وزير لكنهم تراجعوا بسبب تفجير وزارة الخارجية العراقية عام 2009.
- العمل الصحيح يعتمد على قواعد البيانات وفي هذا الجانب للسفارة فيما سبق نشاطات مهمة ولها ارشيف يوثق تلك النشاطات ماذا بقي من الارشيف ؟
للاسف الشديد ارشيف السفارة اتلف بشكل كامل بعد عام 2003. بالنسبة لقاعدة البيانات انا اشرت باننا نعاني من قلة الكوادر وضعفها لذلك نحاول بناء كادر السفارة من جديد، البناء الصحيح من الداخل هو الذي يؤهلنا للانطلاق للعمل في الخارج. لذلك تم تغيير الكادر بالكامل تقريبا والتوجه الان لاستقدام كوادر عراقية لها خبرة في الواقع الفنلندي اما موظفي الوزارة فهم اثنان فقط. بدانا بالارشفة وتجميع المعلومات وادخال التنكلوجيا الحديثة في سياق العمل ونحن لازلنا في بداية الطريق ونحتاج الى تعامل الجالية الكبير في هذا المجال.
- تتحرك باتجاه الجالية بشكل فاعل وتهتم كثيرا بالشباب ؟
كما اشرت ان مهمة السفير بالاضافة الى بناء علاقات قوية بين بلده والبلد الضيف هي الانفتاح على الجالية والاهتمام بالجالية هذا واجبي وليس فضل مني على الاخرين. ربط الجالية بشكل عام والشباب بشكل خاص بالعراق وتوثيق هذه العلاقة. والعمل على رفع شانها في فنلندا. ومن جهة ثانية في الجالية هناك كوادر علمية متخصصة مهمة جدا تمثل عيون السفارة يمكن ان نتحرك في فنلندا من خلالهم ومن خلال تجاربهم وخبرتهم المهمة جدا. ومن سوء حظ السفير والسفارة اذا خسر الجالية. كما اركز ايضا على الشباب لتنمية الحالة الوطنية بداخلهم وايضا للاستفادة منهم فانهم افضل من يعرف المجتمع الفنلندي والعقلية الفنلندية بشكل جيد.
- سمعنا عن تحرك السفارة من اجل اقامة مجلس للجالية العراقية حدثنا عن ذلك ؟
انا مغترب ايضا لفترة من الزمن واعلم ان الجاليات العراقية تعاني من التشتت والانقسامات الكبيرة وهذه تركة ورثناها من قبل النظام السابق لعدم الثقة والخوف من الاخر بحكم المتابعة البوليسية التي كانت يقوم بها النظام الدكتاتوري السابق للجاليات العراقية فاهم ما تحتاجه الجاليات العراقية هو توحيدها تحت خيمة العراق بعيدا عن الانقسامات الحزبية والطائفية. وان يتحركوا في هذه البلدان لخدمة الجالية وخدمة العراق وخدمة مستقبل الاطفال وتعليمهم اللغة العربية لذلك تاتي من هنا فكرة تاسيس مجلس للجالية. لازلنا في طور الاعداد والتحضير وفي اخر لقاء مع الجالية تم مناقشة الموضوع ويحاول الاخوة في الجالية اختيار عناصر اللجنة التحضيرية، نحن نرعى وندعم ولكننا لا نوجه المشروع ولا نمارس وصاية على احد وليس لدينا اجندة نريد تمريرها من خلال هذا المشروع .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لصالح موقع فينراك اجرى الحوار: جمال الخرسان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق